تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٍۚ إِلَّا تَفۡعَلُوهُ تَكُن فِتۡنَةٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَفَسَادٞ كَبِيرٞ} (73)

وقوله تعالى : ( والذين كفروا أولياء/ 206- أ /بعض ) على قول ابن عباس وعامة أهل التأويل ( بعضهم أولياء بعض ) في التوراة على ما قالوا في المهاجرين والأنصار ( بعضهم أولياء بعض ) في التناصر والتعاون والدين والحقوق جميعا على ما ذكرنا في المؤمنين .

وقوله تعالى : ( إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ) قيل فيه بوجوه :

أحدها : إن إخوانكم الذين لم يهاجروا إذا استنصروكم على عدوهم ، فلم تنصروهم ، تكون ( فتنة في الأرض وفساد كبير ) أي إن لم تكونوا بعضكم أعوانا وأنصارا لبعض على ما كان أهل الكفر بعضهم أنصارا لبعض ، غلبكم العدو ، وقهركم ، فيكون في ذلك فتنة وفساد ، ويكون كأنه قال : ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ) ( الأنفال 39 ) .

والثاني{[9377]} : قوله ( إلا تفعلوه تكن فتنة ) ملحق{[9378]} بقوله ( إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق ) ( الأنفال 72 ) أي إن استنصركم إخوانكم على قوم بينكم وبينهم ميثاق ، فنصرتموهم تكن فتنة وفساد كبير .

والثالث{[9379]} : قوله ( إلا تفعلوه ) في ما أمركم به من جعل التوارث في ما بين المؤمنين ، وجعلتم الميراث والتوارث في ما بينكم وبين الكفار ( تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ) لأن الله عز وجل ذكر المواريث ، ثم ذكر في آخر الآية : ( تلك حدود الله ، ومن يطع الله ورسوله ) ( النساء 13 ) وما ذكر من ترك حدود الله وطاعة رسوله وجعل الميراث وغير ما أمر عز وجل ( تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ) .


[9377]:) في الأصل وم: وقال بعضهم.
[9378]:) في الأصل وم: ملحقا.
[9379]:) في الأصل وم: وقال بعضهم.