الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٍۚ إِلَّا تَفۡعَلُوهُ تَكُن فِتۡنَةٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَفَسَادٞ كَبِيرٞ} (73)

قوله : { والذين كفروا بعضهم أولياء بعض }[ 73 ] ، الآية .

المعنى : والذين كفروا بعضهم أحق{[27960]} ببعض في الميراث ، [ أي : {[27961]} ] أحق{[27962]} من قرابتهم{[27963]} من المؤمنين{[27964]} .

وقيل معناه : بعضهم أعوان بعض{[27965]} .

وقوله : { إلا تفعلوه تكن فتنة في الارض وفساد }[ 73 ] .

أي : إن{[27966]} تفعلوا موارثة المهاجرين والأنصار بعضهم من بعض ، دون ذوي الأرحام{[27967]} من المهاجرين{[27968]} الذين آمنوا ولم يهاجروا ، ودون قراباتهم من المؤمنين والكفار : { تكن فتنة } ، أي : يحدث بلاء في الأرض{[27969]} بسبب ذلك ، { وفساد كبير } ، أي : معاص{[27970]} .

قال ابن عباس : إلا تأخذوا في الميراث بما أمرتكم { تكن فتنة في الارض }{[27971]} .

قال ابن زيد : كان المؤمن المهاجر والمؤمن الذي لم يهاجر لا يتوارثان ، وإن كانا أخوين ، فلما كان الفتح انقطعت الهجرة ، وتوارثوا حيث ما كانوا بالأرحام{[27972]} .

وقال ابن جريج : { إلا تفعلوه } : إلا تناصروا وتتعاونوا{[27973]} { تكن فتنة في الارض }{[27974]} .

ف " الهاء " في : { تفعلوه }{[27975]} تعود على التوارث ، أو على التناصر{[27976]} .


[27960]:في الأصل، رسمها الناسخ، اخوا، وهو تحريف لا معنى له.
[27961]:زيادة من "ر".
[27962]:في الأصل اخوا.
[27963]:في ر: قراباتهم.
[27964]:وهذا مروي عن ابن عباس، كما في تفسير ابن أبي حاتم 5/1741، بلفظ: "...يعني: في الميراث". انظر جامع البيان 14/84، وما قبلها وما بعدها.
[27965]:وهو قول قتادة وابن إسحاق كما في جامع البيان 14/85، وتفسير الماوردي 2/335.
[27966]:كذا في المخطوطتين، وفي جامع البيان الذي نقل عنه مكي: إلا، وهو الصواب الذي يستقيم به المعنى.
[27967]:في الأصل: أرحام.
[27968]:كذا في المخطوطتين، وفيه اضطراب، ولعل الصواب: ذوي الأرحام من الذين آمنوا ولم يهاجروا.
[27969]:في الأصل: سبب.
[27970]:جامع البيان 14/85، 86، بتصرف يسير.
[27971]:صحيفة علي بن أبي طلحة 258، وجامع البيان 14/86، وتفسير ابن أبي حاتم 5/1741، والدر المنثور 4/116.
[27972]:انظر: جامع البيان: 14/86.
[27973]:في جامع البيان: تعاونوا.
[27974]:جامع البيان 14/87، بلفظ: "....إلا تعاونوا وتناصروا في الدين {تكن}، وهو الاختيار فيه، "...إذ كان مبتدأ الآية بالحث على الموالاة على الدين والتناصر جاء، فكذلك الواجب أن تكون خاتمتها به".
[27975]:ما بين الهلالين ساقط من "ر".
[27976]:مشكل إعراب القرآن 1/321، وأورده ابن الأنباري في البيان 1/392، والعكبري في التبيان 2/633. انظر: البحر المحيط 4/518، والدر المصون 3/438.