الآيتان 4 و5 : وقوله تعالى : { والذي أخرج المرعى } { فجعله غثاء أحوى } ففي هذه الآيات{[23509]} تعريف الرب الأعلى ؛ كأنه يقول : الرب الأعلى { الذي خلق فسوى } { والذي قدر فهدى }/637 – ب/{ والذي أخرج المرعى } .
ثم ذكر هذه الأشياء التي يعرف انقضاؤها وبدوّها وإنشاؤها وإهلاكها من المرعى وغيره لأن وجه الدلالة بمعرفة الصانع بالأشياء التي يعرف بدوها وانقضاؤها وحدوثها وفناؤها أقرب منه بمعرفة الصانع بالأشياء التي لم يشهد الخلق بدوها ولا انقضاؤها ؛ وهي السماوات والأرضون ، إذ المرء لم يصل إلى وحدانية الرب ومعرفة الصانع بالأشياء التي تحدث ، وتتغير ، بأدنى نظر وتأمل ، ولا يصل إلى ذلك في ما يدوم إلا بلطائف الفكر وفضل تبصر وزيادة تأمل .
وجائز أن يكون خص المرعى ، فكان قوام هذا الخلق لأنه لا بد للبشر من الدواب والأنعام للتعيش ، والدواب حياتها بالمرعى ، فكان قوام الخلق في التحصيل بإخراج المراعي ، فذكرهم هذا ليستأدي منهم الشكر .
وإذا كانت الدواب لم تنشأ لأنفسها ، وإنما أنشئت للخلق لتتمتعوا بها . ثم الله تعالى أنشأ للدواب مرعى ، وقدر لها أقواتها ، ولم يضيعها ، فكيف يضيع هذا الخلق ، وهم الذين قصد إليهم من خلق هذا العالم ، فلا يرزقهم ، ويخرجهم من تدبيره ؟
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.