وقوله تعالى : ( إِلاَّ تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً ) فإن كانت الآية في المنافقين فهو ظاهر ، وإن كانت في المؤمنين فيحتمل قوله : ( إِلاَّ تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً ) يحل بهم . ولم يبين ما ذلك العذاب ؟
وقال بعضهم : شدد الله الوعيد في تركهم النفر والخروج في سبيل الله على ما شدد ببدر في التولية الدبر بقوله : ( ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة ) الآية[ الأنفال : 16 ] غير أنه شدد يوم [ بدر ][ ساقطة من الأصل وم ] لما لم يكن ملجأ ، وكان نفارهم نِفار نفاق . وههنا شدد لغير ذلك لوجوه .
أحدها : لما في تخلف المؤمنين عنه موضع العدو للمنافقين بالتخلف عنه أنهم [ تخلفوا ][ ساقطة من الأصل وم ] للعذر ، فنحن نتخلف أيضا للعذر ، ولنا في ذلك عذر .
والثاني : يكون للكفار موضع الاحتجاج عليهم ؛ يقولون : إنهم يرغبوننا في الآخرة ، ويحثوننا في ذلك ، ثم إنهم ينفرون عن ذلك ، ويرغبون عنه .
والثالث : يكون في تخلفهم الشوكة على المسلمين ؛ إذ يقلون[ من م ، في الأصل : يلقون ] إذا تخلفوا .
وقوله تعالى : ( وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ) [ على ما استبدلكم يا أهل مكة ، فينصروه[ في الأصل : فينصرونه ] وقال بعض أهل التأويل : ( ويستبدل قوما غيركم ) ][ ساقطة من م ] أي ينشئ قوما غيركم . لكن تأويل الأول أشبه . ألا ترى أنه قال في آخره : ( إلا تنصروه فقد نصره الله ) ؟ [ التوبة : 40 ] .
وقوله تعالى : ( وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئاً ) هو ما ذكرنا أي لا تضروا رسول الله بالتخلف عنه . وقال بعضهم : لا تضروا الله شيئا . والأول أشبه لما ذكرنا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.