تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{ٱنفِرُواْ خِفَافٗا وَثِقَالٗا وَجَٰهِدُواْ بِأَمۡوَٰلِكُمۡ وَأَنفُسِكُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكُمۡ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ} (41)

وقوله تعالى : ( انفروا خفافا وثقالا ) اختلف فيه /214-أ/ قيل : شبابا وشيوخا ، وقيل : مرضى وأصحاء ، وقيل : مشاغيل وغير مشاغيل ، وقيل فقراء وأغنياء ، وقيل : نشاطا وغير نشاط .

وأصله : ( انفروا ) مستخفين ومستثقلين ؛ أي أنفروا خف عليكم الخروج أو ثقل ، وما ذكر أهل التأويل من الشيخوخة والتسفل والفقر والمرض لأن ذلك بالذي يثقل الخروج والنصر ، وأصله ما ذكرنا ( انفروا ) خف عليكم ذلك أو ثقل .

وقوله تعالى : ( انفروا خفافا وثقالا ) انفروا خف على النفس أو ثقل ، أو خف على الطبع ، أو ثقل ، أو خف على العقل أو ثقل .

وقوله تعالى : ( ذلكم خير لكم ) في الدنيا والآخرة . أي اعلموا أن ذلك خير لكم من المقام وترك النفر ( إن كنتم تعلمون ) .