فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{إِلَّا تَنفِرُواْ يُعَذِّبۡكُمۡ عَذَابًا أَلِيمٗا وَيَسۡتَبۡدِلۡ قَوۡمًا غَيۡرَكُمۡ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيۡـٔٗاۗ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ} (39)

قوله : { إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذّبْكُمْ } هذا تهديد شديد ، ووعيد موكد لمن ترك النفير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم { يُعَذّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً } أي : يهلككم بعذاب شديد مؤلم ، قيل : في الدنيا فقط ، وقيل : هو أعم من ذلك . قوله : { وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ } أي : يجعل لرسله بدلاً منكم ممن لا يتباطأ عند حاجتهم إليهم .

واختلف في هؤلاء القوم من هم ؟ فقيل أهل اليمن ، وقيل أهل فارس ، ولا وجه للتعيين بدون دليل . قوله : { وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا } معطوف على { يَسْتَبْدِلْ } ، والضمير قيل : لله ، وقيل للنبي صلى الله عليه وسلم : أي ولا تضرّوا الله بترك امتثال أمره بالنفير شيئاً ، أو لا تضرّوا رسول الله بترك نصره والنفير معه شيئاً { والله على كُلّ شَيْء قَدِيرٌ } ومن جملة مقدوراته تعذيبكم والاستبدال بكم .

/خ42