تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ ٱلۡخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ فَهُمۡ لَا يَفۡقَهُونَ} (87)

وقوله تعالى : ( رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ ) قيل : مع النساء ، فهذا حرف تعيير وتوبيخ ؛ أي رضوا بأن يكونوا في مشاهد النساء دون مشاهد الرجال .

وقوله تعالى : ( وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ ) إن[ من في الأصل : أي ] للإيمان نورا تبصر به عواقب الأمور ، ويرفع الحجاب والستر من القلوب ومن الأمور ، فتراها بادية ظاهرة . وللكفر ظلمة تستر الظاهر من الأمور والبادي منها ، فتستر تلك الظلمة قلبه ، ذلك الطبع ، وقد ذكرنا الوجه فيه في غير موضع ، والله أعلم ( فهم لا يفقهون ) ما يلحقهم من التغيير برضاهم بالقعود مع الخوالف . و الفقه هو معرفة الشيء بمعناه الدال على نظيره ، منعت[ في الأصل وم : منع ] تلك الظلمة أن تعرف الأشياء بمعانيها وبنظائرها للحجاب الذي ذكرنا .