فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ ٱلۡخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ فَهُمۡ لَا يَفۡقَهُونَ} (87)

{ رضوا بأن يكونوا مع الخوالف } استئناف لبيان سوء صنيعهم ، والخوالف جمع خالفة ولذا قيل الخوالف النساء اللاتي يخلفن الرجال في القعود في البيوت ، وجوز بعضهم أن يكون جمع خالف وهو من لا خير فيه وهو مردود ، فإن فواعل لا يكون جمعا لفاعل وصفا لعاقل إلا ما شذ من نحو فوارس ونواكس وهوالك ، وقال النحاس : يجوز أن تكون من صفة الرجال بمعنى أنها جمع خالفة يقال رجل خالفة أي لا خير فيه ، فعلى هذا يكون جمعا للذكور باعتبار لفظه .

{ وطبع على قلوبهم } هو كقوله ختم الله على قلوبهم وقد مر تفسيره { فهم لا يفقهون } شيئا مما فيه نفعهم وضرهم بل هم كالأنعام أي لا يفهمون الخير الذي في الجهاد ولا الشر الذي في التخلف .