اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ ٱلۡخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ فَهُمۡ لَا يَفۡقَهُونَ} (87)

قوله { رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الخوالف } .

الخَوالِفُ : جمع خالفٍ من صفة النِّساءِ ، وهذه صفةُ ذمّ ؛ كقول زهير : [ الوافر ]

ومَا أدْرِي وسَوْفَ إخَالُ أدْرِي *** أَقوْمٌ آلُ حِصْنٍ أمْ نِسَاءُ ؟

فإنْ تَكُنِ النِّساءُ مُخَبَّآتٍ *** فحُقَّ لِكُلِّ مُحْصَنَةٍ هِدَاءُ{[18024]}

وقال آخر : [ الخفيف ]

كُتِبَ القَتْلُ والقِتَالُ عَلَيْنَا *** وعَلَى الغَانياتِ جَرُّ الذُّيُولِ{[18025]}

وقال النَّحَّاسُ{[18026]} " يجوزُ أن تكون الخوالف من صفة الرِّجالِ ، بمعنى أنَّها جمعُ " خالفة " يقال : رجل خالفة ، أي : لا خير فيه " . فعلى هذا يكونُ جمعاً للذكور ، باعتبار لفظه . وقال بعضهم : إنَّه جمع " خالف " ، يقال : رجل خالفٌ ، أي : لا خير فيه . وهذا مردودٌ ، فإنَّ " فواعِل " لا يكونُ جمعاً ل " فَاعلِ " ، وصفاً لعاقل ، إلاَّ ما شذَّ ، من نحو : فَوَارِس ، ونَواكِس وهَوالك .

ثم قال تعالى : { وَطُبِعَ على قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ } [ التوبة : 87 ] وقد تقدَّم الكلامُ في الطَّبْعِ والختم ، أوَّل البقرة .


[18024]:تقدم.
[18025]:البيت لعمر بن أبي ربيعة ينظر: ديوانه (338)، البحر 5/85، إعراب النحاس 2/229، 230، الدر المصون 3/490.
[18026]:ينظر: إعراب القراءات للنحاس 2/34.