النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَمَا كَانَ لِنَفۡسٍ أَن تُؤۡمِنَ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ وَيَجۡعَلُ ٱلرِّجۡسَ عَلَى ٱلَّذِينَ لَا يَعۡقِلُونَ} (100)

قوله عز وجل : { وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ } فيه ثلاثة أوجه{[1348]} :

أحدها : معناه إلا بأمر الله تعالى ، قاله الحسن .

الثاني : إلا بمعونة الله .

الثالث : إلا بإعلام الله سبل الهدى والضلالات{[1349]} .

{ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ } فيه خمسة تأويلات :

أحدها : أن الرجس السخط ، قاله ابن عباس .

الثاني : أنه العذاب ، قاله الفراء .

الثالث : أنه الإثم ، قاله سعيد بن جبيرٍ .

الرابع : أنه ما لا خير فيه ، قاله مجاهد .

الخامس : أنه الشيطان ، قاله قتادة .

وقوله : { عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ } يعني لا يعقلون عن الله تعالى أمره ونهيه ويحتمل أنهم الذين لا يعتبرون بحججه ودلائله .


[1348]:في ق: فيه وجهان أحدهما.
[1349]:سقط من ق.