النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{ٱقۡتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ ٱطۡرَحُوهُ أَرۡضٗا يَخۡلُ لَكُمۡ وَجۡهُ أَبِيكُمۡ وَتَكُونُواْ مِنۢ بَعۡدِهِۦ قَوۡمٗا صَٰلِحِينَ} (9)

قوله عز وجل : { اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضاً } فيه وجهان : أحدهما : اطرحوه أرضاً لتأكله السباع .

الثاني : ليبعد عن أبيه .

{ يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوماً صالحين } فيه وجهان :

أحدهما : أنهم أرادوا صلاح الدنيا لا صلاح الدين ، قاله الحسن .

الثاني : أنهم أرادوا صلاح الدين بالتوبة ، قاله السدي .

ويحتمل ثالثاً : أنهم أرادوا صلاح الأحوال بتسوية أبيهم بينهم من غير أثرة ولا تفضيل . وفي هذا دليل على أن توبة القاتل مقبولة لأن الله تعالى لم ينكر هذا القول منهم .