قوله تعالى : { أَرْضاً } : فيه ثلاثة أوجه ، أحدها : أن تكون منصوبة على إسقاط الخافض تخفيفاً أي : في أرضٍ كقوله تعالى :
{ لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ }
2741 . . . . . . . . . . . . . . . . . *** . . . كما عَسَل الطريقَ الثعلبُ
وإليه ذهب الحوفيُّ وابن عطية . والثاني : النصب على الظرفية . قال الزمخشري : " أرضاً منكورةً مجهولةً بعيدةً من العمران ، وهو معنى تنكيرها وإخلائِها من الناس ، ولإِبهامِها من هذا الوجه نُصِبَتْ نَصْبَ الظروفِ المبهمة " . وقد رَدَّ ابن عطية هذا الوجه فقال : " وذلك خطأ ؛ لأنَّ الظرفَ ينبغي أن يكون مبهماً ، وهذه ليست كذلك بل هي أرضٌ مقيَّدة بأنها بعيدة أو قاصِيَةٌ أو نحو ذلك ، فزال بذلك إبهامُها ومعلومٌ أنَّ يوسفَ لم يَخْلُ مِن الكون في أرضٍ ، فتبيَّن أنهم أرادوا أرضاً بعيدة غيرَ التي هو فيها قريبٌ مِنْ أبيه " .
واستحسن الشيخ هذا الردَ وقال : " وهذا الردُّ صحيح لو قلت : جلست داراً بعيدة أو مكاناً بعيداً لم يصحَّ إلا بواسطة " في " ، ولا يجوز حَذْفُها إلا في ضرورةِ شعرٍ ، أو مع " دَخَلْت " على الخلاف في " دَخَلْت " أهي لازمةٌ أم متعديةٌ ؟ " .
قلت : وفي الكلامَيْن نظرٌ ؛ إذ الظرفُ المبهم عبارة عَمَّا ليس له حدودٌ تَحْصُره ولا أقطارٌ تحويه ، و " أرضاً " في الآية الكريمة من هذا القبيل .
الثالث : أنها مفعولٌ ثانٍ ، وذلك إنْ تَضَمَّن " اطرحوه " أَنْزِلوه ، وأَنْزِلوه يتعدَّى لاثنين قال تعالى : { أَنزِلْنِي مُنزَلاً مُّبَارَكاً } [ المؤمنون : 29 ] . وتقول : أَنْزَلْت زيداً الدار .
والطَّرْح : الرَّمْي ، ويُعَبَّر به عن الاقتحام في المخاوف . قال عُرْوة بن الورد :
2742 ومَنْ يَكُ مثلي ذا عيالٍ ومُقْتِراً *** من المال يَطْرَحْ نفسَه كلَّ مَطْرَحِ
و " يَخْلُ لكم " جوابُ الأمر ، وفيه الإِدغام والإِظهار ، وقد تقدَّم تحقيقُهما عند قوله تعالى : { يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ } [ آل عمران : 85 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.