النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{لَقَالُوٓاْ إِنَّمَا سُكِّرَتۡ أَبۡصَٰرُنَا بَلۡ نَحۡنُ قَوۡمٞ مَّسۡحُورُونَ} (15)

قوله عز وجل : { لقالوا إنما سكرت أبصارنا{[1670]} } في { سكرت } قراءتان :

إحداهما بتشديد الكاف ، والثانية بتخفيفها ، وفي اختلافهما وجهان :

أحدهما : معناهما واحد ، فعلى هذا ستة تأويلات :

أحدها : سُدّت ، قاله الضحاك .

الثاني : عميت ، قاله الكلبي .

الثالث : أخذت ، قاله قتادة .

الرابع : خدعت ، قاله جويبر .

الخامس : غشيت وغطيت ، قاله أبو عمرو بن العلاء ، ومنه قول الشاعر :

وطلعت شمسٌ عليها مغفر *** وجَعَلَتْ عين الحرورو تسكر

السادس : معناه حبست ، قاله مجاهد . ومنه قول أوس بن حجر :

فصرن على ليلة ساهرة *** فليست بطلقٍ ولا ساكرة

والوجه الثاني : أن معنى سكرت بالتشديد والتخفيف مختلف ، وفي اختلافهما وجهان :

أحدهما : أن معناه بالتخفيف سُحِرَتْ ، وبالتشديد : أخذت .

الثاني : أنه بالتخفيف من سُكر الشراب ، وبالتشديد مأخوذ من سكرت الماء .

{ بل نحن مسحورون } فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : أي سحرنا فلا نبصر .

الثاني : مضللون ، حكاه ثعلب .

الثالث :مفسدون .


[1670]:أي لو أجيبوا إلى ما اقترحوا من الآيات لأصروا على الكفر وتعللوا بالخيالات، كما قالوا للقرآن المعجز أنه سحر.