النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{لِيَحۡمِلُوٓاْ أَوۡزَارَهُمۡ كَامِلَةٗ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَمِنۡ أَوۡزَارِ ٱلَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيۡرِ عِلۡمٍۗ أَلَا سَآءَ مَا يَزِرُونَ} (25)

قوله عز وجل : { ليحملوا أوزارهم } أي أثقال كفرهم وتكذيبهم .

{ كاملة يوم القيامة } يحتمل وجهين :

أحدهما : أنها لم تسقط بالتوبة .

الثاني : أنها لم تخفف بالمصائب .

{ ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علمٍ } يعني أنه قد اقترن بما حملوه من أوزارهم ما يتحملونه من أوزار من أضلوهم .

ويحتمل وجهين : أحدهما : أن المضل يتحمل أوزار الضال بإغوائه .

الثاني : أن الضال يتحمل أوزار المضل بنصرته وطاعته .

ويحتمل قوله تعالى : { بغير علمٍ } وجهين :

أحدهما : بغير علم المضلّ بما دعا إليه .

الثاني : بغير علم الضال بما أجاب إليه .

ويحتمل المراد بالعلم وجهين :

أحدهما : يعني أنهم يتحملون سوء أوزارهم لأنه تقليد بغير استدلال ولا شبهة .

الثاني : أراد أنهم لا يعلمون بما تحملوه من أوزار الذين يضلونهم .

{ ألا ساءَ ما يزرون } يحتمل وجهين :

أحدهما : يعني أنهم يتحملون سوء أوزارهم .

الثاني : معناه أنه يسوؤهم ما تحملوه من أوزارهم . فيكون على الوجه الأول معجلاً في الدنيا ، وعلى الوجه الآخر مؤجلاً في الآخرة .