النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{قَدۡ مَكَرَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ فَأَتَى ٱللَّهُ بُنۡيَٰنَهُم مِّنَ ٱلۡقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيۡهِمُ ٱلسَّقۡفُ مِن فَوۡقِهِمۡ وَأَتَىٰهُمُ ٱلۡعَذَابُ مِنۡ حَيۡثُ لَا يَشۡعُرُونَ} (26)

قوله عز وجل : { قد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم من القواعد } فيه قولان :

أحدهما : أنه هدم بنيانهم من قواعدها وهي الأساس .

الثاني : أنه مثل ضربه الله تعالى لاستئصالهم .

{ فخرّ عليهم السقف من فوقهم } فيه وجهان :

أحدهما : فخرّ أعالي بيوتهم وهم تحتها ، فلذلك قال : { من فوقهم } وإن كنا نعلم أن السقف عال إلا أنه لا يكون فوقهم إذ لم يكونوا تحته ، قاله قتادة .

الثاني : يعني أن العذاب أتاهم من السماء التي هي فوقهم ، قاله ابن عباس .

وفي الذين خر عليهم السقف من فوقهم ثلاثة أقاويل :

أحدها : أنه النمرود بن كنعان وقومه حين أراد صعود السماء وبنى الصرح . فهدمه الله تعالى عليه ، قاله ابن عباس وزيد بن أسلم .

الثاني : أنه بختنصر وأصحابه ، قاله بعض المفسرين .

الثالث : يعني المقتسمين الذين ذكرهم الله تعالى في سورة الحجر ، قاله الكلبي .