{ لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ ( 25 ) }
{ لِيَحْمِلُواْ } أي قالوا هذه المقالة لكي يحملوا { أوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ } لم يكفر منها شيء لعدم إسلامهم الذي هو سبب لتكفير الذنوب ، وقيل أن اللام هي لام العاقبة لأنهم لم يصفوا القرآن بكونه أساطير لأجل أن يحملوا الأوزار ولكن لما كان عاقبتهم ذلك حسن التعلل به كقوله ليكون لهم عدواً وحزناً ، وقيل هي لام الأمر .
قال الرازي في الآية : وهذا يدل على أنه تعالى قد يسقط بعض العقاب عن المؤمنين إذ لو كان هذا المعنى حاصلاًَََ في حق الكل لم يكن لتخصيص هؤلاء الكفار بهذا التكميل فائدة .
{ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم } أي ويحملون بعض أوزار الذين أضلوهم لأن ( من سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها ) ( 1 ) {[1048]} كما ورد في الحديث وقيل من للجنس لا للتبعيض أي يحملون كل أوزار الذين يضلونهم قاله الواحدي .
{ بِغَيْرِ عِلْمٍ } حال من الفاعل والمعنى أن الرؤساء يضلون الناس جاهلين غير عالمين بما يدعونهم إليه ولا عارفين بما يلزمهم من الآثام ، وقيل إنه حال من المفعول أي يضلون من لا يعلم أنهم ضلال قاله الزمخشري وعليه جرى القاضي وفائدتها الدلالة على أن جهلهم لا يعذرهم إذ كان عليهم أن يبحثوا ويميزوا بين الحق والباطل ولا يقنعوا بالتقليد البحت العمى .
ورجح الأول بأنه من المحدث عنه والمسند إليه الإضلال على جهة الفاعلية والمعنى أنهم يقدمون على الإضلال جهلا منهم بما يستحقونه من العذاب الشديد في مقابلته ومثل هذه الآية قوله : { وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم } وقوله : { ولنحملن خطاياكم } .
وقد تقدم في الأنعام الكلام على قوله : { ولا تزر وازرة وزر أخرى } فمعناه وزراً لا مدخل لها فيه ولا تعلق له بها بتسبب ولا غيره ، قال ابن عباس : يحملون مع ذنوبهم ذنوب الذين يضلونهم بغير علم ، وعن مجاهد نحوه وزاد لا يخفف ذلك عمن أطاعكم من العذاب شيئاً .
{ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ } أي بئس شيئا يزرونه ويحملونه ، وفي ذلك وعيد وتهديد لهم ،
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.