محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{لِيَحۡمِلُوٓاْ أَوۡزَارَهُمۡ كَامِلَةٗ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَمِنۡ أَوۡزَارِ ٱلَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيۡرِ عِلۡمٍۗ أَلَا سَآءَ مَا يَزِرُونَ} (25)

[ 25 ] { ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون 25 } .

{ وليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم } أي : قالوا ذلك ليحملوا أوزارهم الخاصة بهم ، وهي أوزار ضلالهم في أنفسهم ، وبعض أوزار من أضلوهم . كقوله تعالى{[5245]} : { وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم ، وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون } فاللام في قوله : { ليحملوا } لام العاقبة ، لأن ما ذكر مترتب على فعلهم ولا باعثا إما مجازا ، وإما حقيقة ، على معنى أنه قدر صدوره منهم ليحملوا . وقد قيل : إنها للتعليل وإنها لام أمر جازمة . والمعنى : إن ذلك محتم عليهم . فيتم الكلام عند قوله : { أساطير الأولين } كذا في ( العناية ) . وقوله تعالى : { بغير علم } قال الزمخشري : حال من المفعول أي : من لا يعلم أنهم ضلاّل . وإنما وصف بالضلال واحتمال الوزر من أضلوه ، وإن لم يعلم ، لأنه كان عليه أن يبحث وينظر بعقله حتى يميز بين المحق والمبطل . فجهله لا يعذره { ألا ساء ما يزرون } أي : ألا بئس ما يحملون . ففيه وعيد وتهديد .


[5245]:[29 / العنكبوت / 13].