ثم قال [ تعالى{[38754]} ] : { ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم }{[38755]} الآية [ 25 ] .
هذه اللام في " ليحملوا " يجوز أن تكون{[38756]} لام الأمر ، ويكون معنى الكلام التهدد والوعيد{[38757]} ، ويجوز أن تكون لام كي{[38758]} فتتعلق{[38759]} بما قبلها .
ومعناها{[38760]} : أنهم يحملون ذنوب أنفسهم وذنوب من أضلوا وصدوا عن الإيمان بغير علم من غير أن ينقص من ذنوب من أضلوا شيء . ومثله قوله : { وليحملن أثقالهم [ وأثقالا مع أثقالهم{[38761]} ] }{[38762]} .
وقد قال النبي عليه السلام : " أيما داع دعا إلى ضلالة فاتبع ، كان عليه مثل أوزار من اتبعه من غير أن ينقص من أوزارهم شيء ، وأيما داع دعا إلى هدى فاتبع ، فله مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيء{[38763]} " .
وقال زيد بن أسلم{[38764]} : بلغني ، أنه يمثل للكافر عمله في صورة أقبح ما خلق الله [ عز وجل{[38765]} ] وجها وأنتنه ريحا ، فيجلس إلى جنبه ، كلما أفزعه شيء زاده فزعا ، وكلما تخوف شيئا زاده خوفا . فيقول : بئس الصاحب أنت [ ومن أنت{[38766]} ] ؟ فيقول : وما تعرفني ؟ فيقول : لا . فيقول : أنا عملك كان قبيحا فكذلك تراني قبيحا ، وكان منتنا فلذلك تراني منتنا . فتطأطأ لي حتى أركبك ، فطال ما ركبتني في دار الدنيا ، فيركبه . وهو قوله : { ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة }{[38767]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.