النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَإِذَا قِيلَ لَهُم مَّاذَآ أَنزَلَ رَبُّكُمۡ قَالُوٓاْ أَسَٰطِيرُ ٱلۡأَوَّلِينَ} (24)

قوله عز وجل : { وَإذَا قيل لهم{[1722]} ماذا أنزل ربُّكم } يعني وإذا قيل لمن تقدم ذِكره ممن لا يؤمن بالآخرة وقلوبهم منكرة بالبعث .

{ مَاذَا أنزل ربكم } يحتمل القائل ذلك لهم وجهين :

أحدهما : أنه قول بعض لبعض ، فعلى هذا يكون معناه ماذا نسب إلى إنزال ربكم ، لأنهم منكرون لنزوله من ربهم .

والوجه الثاني : أنه من قول المؤمنين لهم اختباراً لهم ، فعلى هذا يكون محمولاً على حقيقة نزوله منه .

{ قالوا أساطير الأولين } وهذا جوابهم عما سئلوا عنه ويحتمل وجهين :

أحدهما : أي أحاديث الأولين استرذالاً له واستهزاءَ به .

الثاني : أنه مثل ما جاء به الأولون ، تكذيباً له ولجميع الرسل .


[1722]:قيل: القائل النضر بن الحارث، وأن الآية نزلت فيه، وكان خرج إلى الحيرة فاشترى أحاديث كليلة ودمنة فكان يقرأ على قريش ويقول: ما يقرأ محمد على أصحابه إلا أساطير الأولين أي ليس هو من تنزيل ربنا.