النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{ٱلَّذِينَ تَتَوَفَّىٰهُمُ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ ظَالِمِيٓ أَنفُسِهِمۡۖ فَأَلۡقَوُاْ ٱلسَّلَمَ مَا كُنَّا نَعۡمَلُ مِن سُوٓءِۭۚ بَلَىٰٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمُۢ بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (28)

قوله عز وجل : { الَّذِين تتوفّاهم الملائكة ظالمي أنفسهم } قال عكرمة : نزلت هذه الآية في قوم أسلموا بمكة ولم يهاجروا ، فأخرجتهم قريش إلى بدر كرها ، فقتلوا ، فقال الله : { الذين تتوفاهم الملائكة } يعني بقبض أرواحهم . { ظالمي أنفسهم } في مقامهم بمكة وتركهم الهجرة .

{ فألقوا السّلَمَ } يعني في خروجهم معهم وفيه ثلاثة أوجه :

أحدها : أنه الصلح ، قاله الأخفش .

الثاني : الاستسلام ، قاله قطرب .

الثالث : الخضوع ، قاله مقاتل .

{ ما كنا نعمل من سوء } يعني من كفر .

{ بَلَى إن الله عليمٌ بما كنتم تعملون } يعني إن أعمالهم أعمال الكفار .