النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَلَا تَمۡشِ فِي ٱلۡأَرۡضِ مَرَحًاۖ إِنَّكَ لَن تَخۡرِقَ ٱلۡأَرۡضَ وَلَن تَبۡلُغَ ٱلۡجِبَالَ طُولٗا} (37)

قوله عز وجل : { ولا تمش في الأرض مَرَحاً } فيه خمسة أوجه :أحدها : أن المرح شدة الفرح بالباطل . الثاني : أنه الخيلاء في المشي ، قاله قتادة . الثالث : أنه البطر والأشر . الرابع : أنه تجاوز الإنسان قدره . الخامس : التكبر في المشي{[1792]} .

{ إنّك لن تخرِقَ الأرض ولن تبلغ الجبال طولاً } فيه وجهان :أحدهما : إنك لن تخرق الأرض من تحت قدمك ولن تبلغ الجبال طولاً بتطاولك زجراً له عن تجاوزه الذي لا يدرك به غرضاً . الثاني : أنه مثل ضربه الله تعالى له ، ومعناه كما أنك لن تخرق الأرض في مشيك ، ولن تبلغ الجبال طولاً فإنك لا تبلغ ما أردت بكبرك وعجبك ، إياساً له من بلوغ إرادته{[1793]} .


[1792]:سقط من ك.
[1793]:المراد بخرق الأرض هنا نقبها. وقال الأزهري معناه لن نقطعها. قال النحاس: وهذا أبين وقد استدل بعض العلماء بهذه الآية على ذم الرقص وتعاطيه. قال الإمام أبو الوفاء ابن عقيل: قد نص القرآن على النهي عن الرقص. فقال "ولا تمش في الأرض مرحا" وذم المختال، والرقص أشد المرح والبطر. انظر تفسير القرطبي 10/263.