النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَلَا تَقۡتُلُواْ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّۗ وَمَن قُتِلَ مَظۡلُومٗا فَقَدۡ جَعَلۡنَا لِوَلِيِّهِۦ سُلۡطَٰنٗا فَلَا يُسۡرِف فِّي ٱلۡقَتۡلِۖ إِنَّهُۥ كَانَ مَنصُورٗا} (33)

قوله عز وجل : { ولا تقتلوا النفس التي حَرَّم الله إلاَّ بالحق } يعني إلا بما تستحق به القتل .

{ ومَن قُتِل مظلوماً فقد جعلنا لوليّه سلطاناً } فيه ثلاثة أوجه :أحدها : أنه القود ، قاله قتادة . الثاني : أنه الخيار بين القود أو الدية أو العفو ، وهذا قول ابن عباس والضحاك . الثالث : فقد جعلنا لوليه سلطاناً ينصره وينصفه في حقه .

{ فلا يُسْرِف في القَتل } فيه قولان :أحدهما : فلا يسرف القاتل الأول في القتل تعدياً وظلماً ، إن وليّ المقتول كان منصوراً ، قاله مجاهد . الثاني : فلا يسرف وليّ المقتول في القتل . وفي إسرافه أربعة أوجه :أحدها : أن يقتل غير قاتله ، وهذا قول طلق بن حبيب . الثاني : أن يمثل إذا اقتص ، قاله ابن عباس . الثالث : أن يقتل بعد أخذ الدية ، قاله يحيى . الرابع : أن يقتل جماعة بواحد ، قاله سعيد بن جبير وداود .

{ إنه كان منصوراً } فيه وجهان :أحدهما : أن الولي كان منصوراً بتمكينة من القود ، قاله قتادة . الثاني : أن المقتول كان منصوراً بقتل قاتله ، قاله مجاهد .