الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَلَا تَمۡشِ فِي ٱلۡأَرۡضِ مَرَحًاۖ إِنَّكَ لَن تَخۡرِقَ ٱلۡأَرۡضَ وَلَن تَبۡلُغَ ٱلۡجِبَالَ طُولٗا} (37)

ثم قال تعالى : { ولا تمش في الأرض مرحا } [ 37 ] .

أي : لا تمش [ في الأرض{[40999]} ] مختالا بطرا متكبرا{[41000]} .

ونصب{[41001]} " مرحا " على الحال وهو مصدر في موضع الحال{[41002]} .

وقرأ{[41003]} " مرحا " بكسر الراء{[41004]} جعله اسم فاعل وهو نصب على الحال أيضا . واختار الأخفش هذه القراءة{[41005]} . واختار الزجاج فتح الراء قال : لأن فيه معنى التوكيد وليس ذلك في اسم الفاعل{[41006]} .

ثم قال [ تعالى{[41007]} ] " { إنك لن تخرق الأرض } [ 37 ] .

أي : لن تقطع الأرض باختيالك واستكبارك . وقيل : معناه إنك لن تقدر على خرق الأرض ، وإنما نهى الله [ عز وجل{[41008]} ] في هذا عن التكبر والفخر والخيلاء ، فأعلم{[41009]} خلقه أنهم لا ينالون بذلك ، إذا فعلوه ، شيئا لا يبلغه غيرهم ممن لا فخر معه ولا خيلاء .


[40999]:ساقط من ط.
[41000]:ط: "مستكبرا".
[41001]:ق: "وقد نصب".
[41002]:والنصب في "مرحا" هي قراءة الجمهور.
[41003]:ق: "وقال ....".
[41004]:وتنسب هذه القراءة ليحيي بن يعمر ويعقوب. انظر: معاني الزجاج 3/240، وشواذ القرآن 80، والمشكل 2/30، والجامع 10/170.
[41005]:انظر: معاني الأخفش 2/612 قال: "والمكسورة أحسنها" ومعاني الزجاج 3/240.
[41006]:انظر: معاني الزجاج 3/140.
[41007]:ساقط من ط.
[41008]:ط: واعلم.
[41009]:ط: واعلم.