النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَإِذَا قَرَأۡتَ ٱلۡقُرۡءَانَ جَعَلۡنَا بَيۡنَكَ وَبَيۡنَ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ حِجَابٗا مَّسۡتُورٗا} (45)

قوله عز وجل : { وإذا قرأت القرآن جلعنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجاباً مستوراً } فيه وجهان :أحدهما : أي جعلنا القرآن حجاباً ليسترك عنهم إذا قرأته . الثاني : جعلنا القرآن حجاباً يسترهم عن سماعه إذا جهرت به . فعلى هذا فيه ثلاثة أوجه :أحدها : أنهم لإعراضهم عن قراءتك كمن بينك وبينهم حجاباً في عدم رؤيتك . قاله الحسن . والثاني{[1795]} : أن الحجاب المستور أن طبع الله على قلوبهم حتى لا يفقهوه ، قاله قتادة . الثالث : أنها نزلت في قوم كانوا يؤذونه في الليل إذا قرأ ، فحال الله بينه وبينهم من الأذى ، قاله الزجاج .

{ مستوراً } فيه وجهان :أحدهما : أن الحجاب مستور عنكم لا ترونه . الثاني : أن الحجاب ساتر عنكم ما وراءه ، ويكون مستور بمعنى ساتر ، وقيل إنها نزلت في بني عبد الدار .


[1795]:سقط من ق.