النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{تُسَبِّحُ لَهُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ ٱلسَّبۡعُ وَٱلۡأَرۡضُ وَمَن فِيهِنَّۚ وَإِن مِّن شَيۡءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمۡدِهِۦ وَلَٰكِن لَّا تَفۡقَهُونَ تَسۡبِيحَهُمۡۚ إِنَّهُۥ كَانَ حَلِيمًا غَفُورٗا} (44)

قوله عز وجل : { وإن من شيءٍ إلاّ يُسَبِّحُ بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم } فيه ثلاثة أقاويل :أحدها : وإن من شيء من الأحياء إلا يسبح بحمده ، فأما ما ليس بحي فلا ، قاله الحسن . الثاني : إن جميع المخلوقات تسبح له من حي وغير حي حتى صرير الباب ، قاله إبراهيم . الثالث : أن تسبيح ذلك ما يظهر فيه من لطيف صنعته وبديع قدرته الذي يعجز الخلق عن مثله فيوجب ذلك على من رآه تسبيح الله وتقديسه ، كما قال الشاعر :

تُلْقِي بِتَسْبِيحَةٍ مِنْ حَيْثُما انْصَرَفَتْ ***    وتَسْتَقِرُّ حَشَا الرَّائِي بإِرْعَادِ

كَأَنَّمَا خُلِقتْ مِن قِشْرِ لُؤْلُؤةٍ ***    فَكُلُّ أَكْنَافِها وَجْهٌ لِمِرْصَادِ{[1794]}


[1794]:أي يقول كل من رآها: سبحان خالقها والبيتان لبشار بن برد.