الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَإِذَا قَرَأۡتَ ٱلۡقُرۡءَانَ جَعَلۡنَا بَيۡنَكَ وَبَيۡنَ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ حِجَابٗا مَّسۡتُورٗا} (45)

قوله : { وإذا قرأت القرآن جعلنا }{[41112]} [ 45 ] إلى قوله { فلا يستطيعون سبيلا } [ 48 ] .

أي : وإذا قرأت يا محمد القرآن على هؤلاء المشركين جعلنا بينك وبينهم حجابا يستر قلوبهم على أن يفهموا ما تقرأه عليهم فينتفعوا به عقوبة على كفرهم{[41113]} .

ومستورا هنا : بمعنى : ساتر لقلوبهم{[41114]} . وقيل : هو على بابه مفعول لأن الله [ عز وجل{[41115]} ] قد ستر الحجاب عن أعين الناس فهو مفعول على بابه{[41116]} . والحجاب هنا الطبع على قلوبهم{[41117]} .

ونزلت هذه الآية في قوم كانوا يسبون النبي صلى الله عليه وسلم بمكة إذ اسمعوه يقرأ ليشتد على الناس فأعلمه الله [ عز وجل{[41118]} ] أنه يحول بينه وبينهم حتى لا يفهمون ما يقول{[41119]} .


[41112]:ط: "جعلنا بينك".
[41113]:وهو تفسير ابن جرير، انظر: جامع البيان 15/93.
[41114]:ط: "على قلوبهم"، وهو قول الأخفش انظر: معاني الأخفش 2/613، ومعاني الزجاج 3/243، وإعراب النحاس 2/426.
[41115]:ساقط من ق.
[41116]:انظر: هذا القول في إعراب النحاس 2/426.
[41117]:وهو قول الزجاج، انظر معاني الزجاج 3/242 و243.
[41118]:ساقط من ق.
[41119]:انظر: القول في إعراب النحاس 2/426، والجامع 10/176.