الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَإِذَا قَرَأۡتَ ٱلۡقُرۡءَانَ جَعَلۡنَا بَيۡنَكَ وَبَيۡنَ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ حِجَابٗا مَّسۡتُورٗا} (45)

قوله تعالى : { مَّسْتُوراً } : فيه وجهان ، أحدُهما : أنه على بابه بمعنى : مستور عن أعينِ الكفار فلا يَرَوْنه . وقيل : هو على النسب ، أي : ذو سِتْرٍ كقولِهم : مكان مَهُول وجاريةٌ مَغْنُوجة ، أي : ذو هَوْل وذات غُنْجٍ ، ولا يُقال فيهما : هُلْتُ المكانَ ولا غَنَجْتُ الجارية . وقيل : هو وصفٌ على جهة المبالغة كقولهم : " شِعْرٌ شاعِر " . ورُدَّ هذا : بأنَّ ذلك إنما يكون في اسمِ الفاعلِ ومِنْ لفظِ الأولِ .

والثاني : أنَّه بمعنى فاعِل كقولهم : مَشْؤُوم ومَيْمون بمعنى : شائِم ويامِن ، وهذا كما جاء اسمُ الفاعلِ بمعنى مفعول كماء دافِق ، وهذا قولُ الأخفش في آخرين .