وأخرج أبو يعلى وابن أبي حاتم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معاً في الدلائل ، عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت : لما نزلت { تبت يدا أبي لهب } [ المسد : 1 ] أقبلت العوراء أم جميل ، ولها ولولة ، وفي يدها فهر وهي تقول :
مذمماً أبينا *** ودينه قلينا *** وأمره عصينا
ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس ، وأبو بكر رضي الله عنه إلى جنبه ، فقال أبو بكر : لقد أقبلت هذه وأنا أخاف أن تراك ، فقال : «إنها لن تراني » وقرأ قرآنا اعتصم به . كما قال تعالى : { وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجاباً مستوراً } فجاءت حتى قامت على أبي بكر رضي الله عنه : فلم تَرَ النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا أبا بكر ، بلغني أن صاحبك هجاني ؟ فقال أبو بكر - رضي الله عنه - لا ورب هذا البيت ، ما هجاك ، فانصرفت وهي تقول : قد علمت قريش أني بنت سيدها .
وأخرج ابن مردويه والبيهقي في الدلائل من وجه آخر ، عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما : أن أم جميل دخلت على أبي بكر وعنده رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا ابن أبي قحافة ، ما شأن صاحبك ينشد في الشعر ؟ فقال : والله ما صاحبي بشاعر ، وما يدري ما الشعر . فقالت : أليس قد قال : { في جيدها حبل من مسد } [ المسد : 5 ] فما يدريه ما في جيدي ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم ؛ قل لها : «هل ترين عندي أحداً ؟ فإنها لن تراني جعل بيني وبينها حجاب » فقال لها أبو بكر رضي الله عنه : فقالت : أتهزأ بي ؟ والله ما أرى عندك أحداً .
وأخرج ابن مردويه ، عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال : كنت جالساً عند المقام ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم - في ظل الكعبة بين يدي - إذ جاءت أم جميل بنت حرب بن أمية زوجة أبي لهب ، ومعها فهران ، فقالت : أين الذي هجاني وهجا زوجي ؟ والله لئن رأيته لارضن أنثييه بهذين الفهرين . وذلك عند نزول { تبت يدا أبي لهب } قال أبو بكر رضي الله عنه : فقلت لها : يا أم جميل ، ما هجاك ولا هجا زوجك . قالت : والله ما أنت بكذاب وإن الناس ليقولون ذلك ، ثم ولت ذاهبة . فقلت : يا رسول الله ، إنها لم ترك ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «حال بيني وبينها جبريل » .
وأخرج ابن أبي شيبة والدارقطني في الأفراد وأبو نعيم في الدلائل ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : «لما نزلت { تبت يدا أبي لهب } جاءت امرأة أبي لهب فقال أبو بكر رضي الله عنه : يا رسول الله ، لو تنحيت عنها ، فإنها امرأة بذية ، فقال : «إنه سيحال بيني وبينها فلا تراني » فقال : يا أبا بكر ، هجانا صاحبك ؟ قال : والله ما ينطق بالشعر ، ولا يقوله . فقالت : إنك لمصدق ، فاندفعت راجعة . فقال أبو بكر رضي الله عنه : يا رسول الله ، ما رأتك ؟ قال : «كان بيني وبينها ملك يسترني بجناحه حتى ذهبت » .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.