النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَرَفَعۡنَٰهُ مَكَانًا عَلِيًّا} (57)

قوله تعالى : { . . . . وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً } فيه قولان :

أحدهما : أن إدريس رفع إلى السماء الرابعة ، وهذا قول أنس بن مالك في حديث مرفوع ، وأبي سعيد الخدري وكعب ومجاهد .

الثاني : رفعه إلى السماء السادسة ، قاله ابن عباس والضحاك وهو مرفوع في السماء .

واختلفوا في موته فيها على قولين :

أحدهما : أنه ميت فيها ، قاله مقاتل وقيل أنه مات بين السماء الرابعة والخامسة .

الثاني : أنه حيّ فيها لم{[1871]} يمت مثل عيسى . روى ابن إسحاق أن إدريس أول من أُعْطِي النبوة من ولد آدم وأول من خط بالقلم ، وهو أخنوخ بن يرد بن مهلائيل بن قينان بن آنوش{[1872]} بن شيث بن آدم . وحكى ابن الأزهر عن وهب بن منبه أن إدريس أول من اتخذ السلاح وجاهد في سبيل الله وسبى ، ولبس الثياب وإنما كانوا يلبسون الجلود ، وأول من وضع الأوزان والكيول ، وأقام علم النجوم ، والله أعلم .


[1871]:خرم بنسخة ش أسقط بقية مريم وطه والأنبياء.
[1872]:هكذا في الأصول، وفي سيرة ابن هشام 1/3 يانش، ومثله في القرطبي 11/117.