البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَرَفَعۡنَٰهُ مَكَانًا عَلِيًّا} (57)

والمكان العلي شرف النبوة والزلفى عند الله ، وقد أنزل الله عليه ثلاثين صحيفة انتهى .

وقاله جماعة وهو رفع النبوة والتشريف والمنزلة في السماء كسائر الأنبياء .

وقيل : بل رفع إلى السماء .

قال ابن عباس : كان ذلك بأمر الله كما رفع عيسى كان له خليل من الملائكة فحمله على جناحه وصعد به حتى بلغ السماء الرابعة ، فلقي هنالك ملك الموت فقال له : إنه قيل لي اهبط إلى السماء الرابعة فاقبض فيها روح إدريس وإني لأعجب كيف يكون هذا ، فقال له الملك الصاعد : هذا إدريس معي فقبض روحه .

وروي أن هذا كله كان في السماء السادسة قاله ابن عباس .

وكذلك هي رتبته في حديث الإسراء في بعض الروايات من حديث أبي هريرة وأنس يقتضي أنه في السماء الرابعة .

وعن الحسن : إلى الجنة لا شيء أعلى من الجنة .

وقال قتادة : يعبد الله مع الملائكة في السماء السابعة ، وتارة يرفع في الجنة حيث شاء .

وقال مقاتل : هو ميت في السماء .