النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَنَٰدَيۡنَٰهُ مِن جَانِبِ ٱلطُّورِ ٱلۡأَيۡمَنِ وَقَرَّبۡنَٰهُ نَجِيّٗا} (52)

قوله تعالى : { وَنَادَينَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الأَيْمَنِ } والطور جبل بالشام ناداه الله من ناحيته اليمنى . وفيه وجهان :

أحدهما : من يمين موسى . الثاني : من يمين الجبل ، قاله مقاتل .

{ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّاً } فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : أنه قربه من الموضع الذي شرفه وعظمه بسماع كلامه .

الثاني : أنه قربه من أعلى الحجب حتى سمع صريف القلم ، قاله ابن عباس ، وقال غيره : حتى سمع صرير القلم الذي كتب به التوراة .

الثالث : أنه قربه تقريب كرامة واصطفاء لا تقريب اجتذاب وإدناء لأنه لا يوصف بالحلول في مكان دون مكان فيقرب من بعد أو يبعد من قرب ، قاله ابن بحر .

وفي قوله : { نَجِيّاً } ثلاثة أوجه :

أحدها : أنه مأخوذ من النجوى ، والنجوى لا تكون إلا في الخلوة ، قاله قطرب .

الثاني : نجاه لصدقه مأخوذ من النجاة .

الثالث : رفعه بعد التقريب مأخوذ من النجوة وهو الارتفاع ، قال الحسن لم يبلغ موسى من الكلام الذي ناجاه به شيئاً .