فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{يَٰزَكَرِيَّآ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَٰمٍ ٱسۡمُهُۥ يَحۡيَىٰ لَمۡ نَجۡعَل لَّهُۥ مِن قَبۡلُ سَمِيّٗا} (7)

{ رَضِيّاً يا زكريا إِنَّا نُبَشّرُكَ بغلام اسمه يحيى } قال جمهور المفسرين : إن هذا النداء من الله سبحانه ، وقيل : إنه من جهة الملائكة ، لقوله في آل عمران { فَنَادَتْهُ الملائكة } [ آل عمران : 39 ] ، وفي الكلام حذف ، أي فاستجاب له دعاءه ، فقال : يا زكريا ، وقد تقدّم في آل عمران وجه التسمية بيحيى وزكريا . قال الزجاج : سمي يحيى لأنه حيي بالعلم والحكمة التي أوتيها { لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً } قال أكثر المفسرين : معناه : لم نسمّ أحداً قبله يحيى . وقال مجاهد وجماعة : معنى { لَمْ نَجْعَل لهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً } أنه لم يجعل له مثلاً ولا نظيراً ، فيكون على هذا مأخوذ من المساماة أو السموّ ، وردّ هذا بأنه يقتضي تفضيله على إبراهيم وموسى . وقيل : معناه لم تلد عاقر مثله ، والأوّل أولى . وفي إخباره سبحانه بأنه لم يسمّ بهذا الاسم قبله أحد فضيلة له من جهتين : الأولى : أن الله سبحانه هو الذي تولى تسميته به ، ولم يكلها إلى الأبوين . والجهة الثانية : أن تسميته باسم لم يوضع لغيره يفيد تشريفه وتعظيمه .

/خ11