الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{يَٰزَكَرِيَّآ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَٰمٍ ٱسۡمُهُۥ يَحۡيَىٰ لَمۡ نَجۡعَل لَّهُۥ مِن قَبۡلُ سَمِيّٗا} (7)

{ سَمِيّاً } لم يسمّ أحد ب ( يحيى ) قبله ، وهذا شاهد على أنّ الأسامي السنع جديرة بالأثرة ، وإياها كانت العرب تنتحي في التسمية لكونها أنبه وأنوه وأنزه عن النبز ، حتى قال القائل في مدح قوم :

سُنْعُ الأَسَامِي مُسْبِلِي أُزُرٍ *** حُمْرٍ تَمَسُّ الأَرْضَ بِالْهدْبِ

وقال رؤبة للنسابة البكري - وقد سأله عن نسبه - : أنا ابن العجاج ؛ فقال : قصرت وعرفت . وقيل : مثلاً وشبيها عن مجاهد ، كقوله : { هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً } [ مريم : 65 ] وإنما قيل للمثل «سَميّ » لأنّ كل متشاكلين يسمى كل واحد منهما باسم المثل والشبيه والشكل والنظير ، فكل واحد منهما سميّ لصاحبه ، ونحو : «يحيى » في أسمائهم «يعمر ، ويعيش » إن كانت التسمية عربية ؛ وقد سموا بيموت أيضاً وهو يموت ابن المزرَّع ، قالوا : لم يكن له مثل في أنه لم يعص ولم يهم بمعصية قط ، وأنه ولد بين شيخ فان وعجوز عاقر ، وأنه كان حصوراً .