النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ حَلَٰلٗا طَيِّبٗا وَلَا تَتَّبِعُواْ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيۡطَٰنِۚ إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوّٞ مُّبِينٌ} (168)

قوله تعالى : { يَأَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا في الأَرْضِ حَلَلاً طَيِّباً } قيل إنها نزلت في ثقيف وخزاعة وبني مدلج فيما حرموه على أنفسهم من الأنعام والزرع ، فأباح لهم الله تعالى أكله وجعله لهم حلالاً طيباً .

{ وَلاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ } وهي جمع خطوة ، واختلف أهل التفسير في المراد بها على أربعة أقاويل :

أحدها : أن خطوات الشيطان أعماله ، وهو قول ابن عباس .

والثاني : أنها خطاياه وهو قول مجاهد .

والثالث : أنها طاعته ، وهو قول السدي .

والرابع : أنها النذور في المعاصي{[242]} .

{ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } أي ظاهر العداوة .


[242]:هذا قول أبي مجلز. واللفظ عام فخطوات الشيطان كل ما عدا السنن والشرائع من البدع والمعاصي.