بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ حَلَٰلٗا طَيِّبٗا وَلَا تَتَّبِعُواْ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيۡطَٰنِۚ إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوّٞ مُّبِينٌ} (168)

{ النار يا أَيُّهَا الناس كُلُواْ مِمَّا فِي الأرض حلالا طَيّباً } ، وذلك أن قوماً من العرب مثل بني عامر وبني مدلج وخزاعة وغيرهم ، حرموا على أنفسهم أشياء مما أحل الله من الحرث والأنعام والبحيرة والسائبة وغير ذلك ، فنهاهم الله تعالى عن ذلك فقال : { النار يا أَيُّهَا الناس كُلُواْ مِمَّا فِى الأرض حلالا طَيّباً } من الحرث والأنعام ، و{ حلالاً } نصب على الحال . { وَلاَ تَتَّبِعُواْ خطوات الشيطان } ، يعني طاعات الشيطان . وقال مقاتل : يعني تزيين الشيطان . ويقال : وساوس الشيطان . وقال القتبي : الخطوات جمع الخطوة . وقال الزجاج : خطواته أي طرقه ، ومعناه : لا تسلكوا الطريق الذي يدعوكم إليه الشيطان { إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } ، أي ظاهر العداوة .