النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{إِذۡ تَبَرَّأَ ٱلَّذِينَ ٱتُّبِعُواْ مِنَ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ ٱلۡعَذَابَ وَتَقَطَّعَتۡ بِهِمُ ٱلۡأَسۡبَابُ} (166)

قوله تعالى : { إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا } فيهم قولان :

أحدهما : أن الذين اتبعوا هم السادة والرؤساء تبرؤوا ممن اتبعهم على الكفر ، وهذا قول عطاء .

والثاني : أنهم الشياطين تبرؤوا من الإنس ، وهذا قول السدي .

{ وَرَأَوُا الْعَذَابَ } يعني به المتبوعين والتابعين . وفي رؤيتهم للعذاب وجهان محتملان :

أحدهما : تيقنهم له عند المعاينة في الدنيا .

والثاني : أن الأمر بعذابهم عند العرض والمساءلة في الآخرة .

{ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ } فيه خمسة تأويلات :

أحدها : أن الأسباب تواصلهم في الدنيا ، وهو قول مجاهد وقتادة .

والثاني : المنازل التي كانت لهم في الدنيا ، وهو قول ابن عباس .

والثالث : أنها الأرحام ، وهو رواية ابن جريج عن ابن عباس .

والرابع : أنها الأعمال التي كانوا يعملونها في الدنيا ، وهو قول السدي .

والخامس : أنها العهود والحلف الذي كان بينهم في الدنيا .