قوله تعالى : { وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ } يعني لا يجعلون لله تعالى شريكاً ولا يجعلون بينهم وبينه في العبادة وسيطاً .
{ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ } يعني حرم قتلها وهي نفس المؤمن والمعاهد .
{ إِلاَّ بِالْحَقِّ } والحق المستباح به قتلها ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لاَ يَحِلُّ دَمُ امرئ مُسْلِمٍ إِلاَّ بِِإِحْدَى ثَلاَثٍ : كُفرٍ بَعْدَ إِيمَانٍ ، أَوْ زِنىً بَعْدَ إِحْصَانٍ ، أَوْ قَتْل نَفْسٍ بِغَيْرِ نَفْسٍ{[2094]} " .
{ وَلاَ يَزْنُونَ } والزنى إتيان النساء المحرمات في قبل أو دبر ، واللواط زنى في أحد القولين ، وهو في القول الثاني موجب لقتل الفاعل والمفعول به ،
وفي إتيان البهائم ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنه كالزنى في الفرق بين حد البكر والثيب .
الثاني : أنه يوجب قتل البهيمة ومن أتاها للخبر المأثور فيه .
الثالث : أنه يوجب التعزير . فجمع في هذه الآية بين ثلاث من الكبائر الشرك وقتل النفس والزنى . روى عمرو بن شرحبيل عن ابن مسعود قال : قلت : يا رسول الله ( أو قال غيري ) : أي ذنب أعظم عند الله ؟ قال : " أَن تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدّاً وَهُوَ خَلَقَكَ " ، قال : ثم أيّ ؟ قال : " أَن تَقْتُلَ وَلَدَكَ خِيفَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ " ، قال : ثم أيّ . ؟ قال : " أَنْ تُزَانِي حَلِيلَةَ جَارِكَ{[2095]} " . قال فأنزل الله ذلك .
{ وَمَن يَفْعَلْ ذلِكَ } يعني هذه الثلاثة أو بعضها .
{ يَلْقَ أَثَاماً } فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : أن الأثام العقوبة قاله بلعام بن قيس :
جزى اللَّه ابن عروة حيث أمسى *** عقوقاً والعقوق له أثام{[2096]}
الثاني : أن الأثام اسم واد في جهنم ، قاله ابن عمر وقتادة ومنه قول الشاعر :
لقيت المهالك في حربنا *** وبعد المهالك تلقى أثاما
الثالث : الجزاء ، قاله السدي ، وقال الشاعر{[2097]} :
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.