النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{تَبَارَكَ ٱلَّذِي جَعَلَ فِي ٱلسَّمَآءِ بُرُوجٗا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَٰجٗا وَقَمَرٗا مُّنِيرٗا} (61)

قوله عز وجل : { تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً } فيها أربعة أوجه :

أحدها : أنها النجوم العظام ، وهو قول أبي صالح .

الثاني : أنها قصور في السماء فيها الحرس ، وهو قول عطية العوفي .

الثالث : أنها مواضع الكواكب .

والرابع : أنها منازل الشمس ، وقرئ بُرجاً ، قرأ بذلك قتادة ، وتأوله النجم .

{ وَقَمَراً مُّنِيراً } يعني مضيئاً ، ولذا جعل الشمس سراجاً والقمر منيراً ، لأنه لما اقترن بضياء الشمس وهَّج حرّها جعلها لأجل الحرارة سراجاً ، ولما كان ذلك في القمر معدوماً جعله نوراً .