النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{يَٰبُنَيَّ أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ وَأۡمُرۡ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَٱنۡهَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَآ أَصَابَكَۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنۡ عَزۡمِ ٱلۡأُمُورِ} (17)

قوله تعالى : { وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ } يحتمل وجهين :

أحدهما : على ما أصابك من الأذى في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

الثاني : على ما أصابك من البلوى في نفسك أو مالك .

{ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ } فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : ما أمر الله به من الأمور .

الثاني : من ضبط الأمور ، قاله المفضل .

الثالث : من قطع الأمور .

وفي العزم والحزم وجهان :

أحدهما : أن معناهما واحد وإن اختلف لفظهما .

الثاني : معناهما مختلف وفي اختلافهما وجهان :

أحدهما : أن الحزم الحذر والعزم القوة ، ومنه المثل : لا خير في عزم بغير حزم .

الثاني : أن الحزم التأهب للأمر والعزم النفاذ فيه ، ومنه قولهم في بعض الأمثال : رَوِّ بحزم فإذا استوضحت فاعزم .