الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{يَٰبُنَيَّ أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ وَأۡمُرۡ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَٱنۡهَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَآ أَصَابَكَۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنۡ عَزۡمِ ٱلۡأُمُورِ} (17)

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله { وأمر بالمعروف } يعني بالتوحيد { وانه عن المنكر } يعني عن الشرك { واصبر على ما أصابك } في أمرهما يقول : إذا أمرت بمعروف أو نهيت عن منكر ، وأصابك في ذلك أذى وشدة ، فاصبر عليه { إن ذلك } يعني هذا الصبر على الأذى في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر { من عزم الأمور } يعني من حق الأمور التي أمر الله تعالى .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله { واصبر على ما أصابك } من الأذى في ذلك { إن ذلك من عزم الأمور } يقول : مما عزم الله عليه من الأمور ، ومما أمر الله به من الأمور .

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن المنذر والخطيب في تالي التلخيص عن أبي جعفر الخطمي رضي الله عنه أن جده عمير بن حبيب وكانت له صحبة أوصى بنيه قال : يا بني إياكم ومجالسة السفهاء فإن مجالستهم داء ، إنه من يحلم عن السفيه يسر بحلمه ، ومن يحبه يندم ، ومن لا يقر بقليل ما يأتي به السفيه يقر بالكثير ، ومن يصبر على ما يكره يدرك ما يحب ، وإذا أراد أحدكم أن يأمر الناس بالمعروف وينهاهم عن المنكر فليوطن نفسه على الصبر على الأذى ، وليثق بالثواب من الله ، ومن يثق بالثواب من الله لا يجد مس الأذى .