بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{يَٰبُنَيَّ أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ وَأۡمُرۡ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَٱنۡهَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَآ أَصَابَكَۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنۡ عَزۡمِ ٱلۡأُمُورِ} (17)

ثم قال عز وجل : { يا بني أَقِمِ الصلاة } يعني : أتمّ الصلاة { وَأْمُرْ بالمعروف } يعني : التوحيد . ويقال : أظهر العدل { وانه عَنِ المنكر } وهو كل ما لا يعرف في شريعة ، ولا سنة ، ولا معروف في العقل .

ثم قال : { واصبر على مَا أَصَابَكَ } يعني : إذا أمرت بالمعروف أو نهيت عن المنكر ، فأصابك من ذلك ذلّ أو هوان أو شدة ، فاصبر على ذلك ف { إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأمور } يعني : من حق الأمور . ويقال : من واجب الأمور . وصارت هذه الآية بياناً لهذه الأمة ، وإذناً لهم ، أن من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر ينبغي أن يصبر على ما يصيبه في ذلك ، إذا كان أمره ونهيه لوجه الله تعالى ، لأنه قد أصاب ذلك في ذات الله عز وجل .