فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{يَٰبُنَيَّ أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ وَأۡمُرۡ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَٱنۡهَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَآ أَصَابَكَۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنۡ عَزۡمِ ٱلۡأُمُورِ} (17)

ثم حكى سبحانه عن لقمان : أنه أمر ابنه بإقامة الصلاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصبر على المصيبة . ووجه تخصيص هذه الطاعات أنها أمهات العبادات وعماد الخير كله ، والإشارة بقوله : { إِنَّ ذلك } إلى الطاعات المذكورة ، وخبر { إنّ } قوله : { مِنْ عَزْمِ الأمور } أي مما جعله الله عزيمة وأوجبه على عباده . وقيل المعنى : من حق الأمور التي أمر الله بها . والعزم يجوز أن يكون بمعنى : المعزوم ، أي من معزومات الأمور أو بمعنى العازم كقوله : { فَإِذَا عَزَمَ الأمر } [ محمد : 21 ] قال المبرد : إن العين تبدل حاء . فيقال : عزم وحزم . قال ابن جرير : ويحتمل أن يريد أن ذلك من مكارم أهل الأخلاق ، وعزائم أهل الحزم السالكين طريق النجاة ، وصوّب هذا القرطبي .

/خ19