فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{يَٰبُنَيَّ أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ وَأۡمُرۡ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَٱنۡهَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَآ أَصَابَكَۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنۡ عَزۡمِ ٱلۡأُمُورِ} (17)

{ يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ( 17 ) وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ( 18 ) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ( 19 ) }

{ يا بنيّ أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك } من الأذى في ذات الله ، إذا أمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر ، أو اصبر على ما أصابك من المحن فإنها تورث المنح ، حكى سبحانه عن لقمان أنه أمر ابنه بهذه الأمور ، ووجه تخصيص هذه الطاعات ، أنها أمهات العبادات وعماد الخير كله .

{ إن ذلك } الطاعات المذكورة التي وصاه بها { من عزم الأمور } أي : مما جعله الله عزيمة ، وأوجب على عباده ، وحتمه على المكلفين ، ولم يرخص في تركه وقيل : المعنى من حق الأمور التي أمر الله بها ، والعزم يجوز أن يكون بمعنى المعزوم أي : من معزومات الأمور ، أو بمعنى العازم كقوله فإذا عزم الأمر .

قال المبرد : إن العين تبدل حاء فيقال : عزم وحزم وقال ابن جريج : ويحتمل أن يريد أن ذلك من مكارم أهل الأخلاق ، وعزائم أهل الحزم السالكين طريق النجاة ، وصوب هذا القرطبي ، وهذا دليل على أن هذه الطاعات كانت مأمورا بها في سائر الأمم .