قوله : { يا بنيَّ أَقِمِ الصلاة } لما منعه من الشرك وخوفه بعلم الله وقدرته أمره بما يلزم من التوحيد وهو الصلاة{[42469]} وهي العبادة لوجه الله مخلصاً وبهذا يعلم أن الصلاة كانت في سائر الملل غير أن هيئاته اختلفت{[42470]} . وقوله : { وَأْمُرْ بالمعروف وأنْهَ عَنِ المنكر } أي إذا كملت أنت في نفسك بعبادة الله فكمل غيرك فإن شغل الأنبياء رتبتهم{[42471]} عن العلماء هو أن يكملوا في أنفسهم ويكملوا غيرهم { واصبر على مَا أَصَابَكَ } يعني من الأذى لأن من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر يؤذى فأمره بالصبر عليه{[42472]} .
فإن قيل : كيف قدم ( في{[42473]} ) وصيته لابنه الأمر بالمعروف على النهي عن المنكر وحين أمر ابنه قدم النهي عن المنكر على الأمر بالمعروف فقال : { لاَ تُشْرِكْ بالله } ثم قال : «أَقِم الصَّلاَةَ » ؟ .
فالجواب : أنه كان يعلم أن ابنه معترفٌ بوجودِ الإله فما أمره بهذا المعروف بل نهاه عن المنكر الذي يترتب على هذا المعروف ، وأما{[42474]} ابنه فأمره أمراً مطلقاً والمعروف يقدم على{[42475]} المنكر .
قوله : { مِنْ عَزْمِ الأمور } يجوز أن يكون عزم بمعنى مفعول أي من مَعْْزُوماتِ{[42476]} الأمور أو بمعنى عازم كقوله : { فَإِذَا عَزَمَ الأمر } [ محمد : 21 ] وهو مجاز بليغ ، وزعم المبرد أن العين{[42477]} تبدل حاء فيقال «حَزْم ، وعَزْم » والصحيح أنهما مادتان مختلفتان اتفقا في المعنى ، والمراد من الآية أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصبر على الأذى ( فيهما{[42478]} ) من الأمور الواجهة التي أمر الله تعالى بها ويعزم عليها لوجوبها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.