النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَلَوۡ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِمَا كَسَبُواْ مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهۡرِهَا مِن دَآبَّةٖ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمۡ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗىۖ فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمۡ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِۦ بَصِيرَۢا} (45)

قوله عز وجل : { وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُواْ } يعني من الذنوب .

{ مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ } قال يحيى بن سلام بحبس المطر عنهم وفيه ثلاثة أقاويل :

أحدها : يعني جميع الحيوان مما دب ودرج ، قاله ابن مسعود ، قال قتادة : وقد فعل ذلك زمان نوح عليه السلام .

الثاني : من الإنس والجن دون غيرهما لأنهما مكلفان بالعقل ، قاله الكلبي .

الثالث : من الناس وحدهم ، قاله ابن جريج{[2292]} .

{ وَلكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى } فيه قولان :

أحدهما : الأجل المسمى الذي وعدهم في اللوح المحفوظ ، قاله مقاتل .

الثاني : إلى يوم القيامة ، قاله يحيى .

{ فَإذَا جَاءَ أَجَلُهُم } فيه قولان :

أحدهما : نزول العذاب .

الثاني : البعث في القيامة .

{ فَإنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً } يحتمل وجهين :

أحدهما : بصيراً بأجلهم .

الثاني : بصيراً بأعمالهم ، والله أعلم .


[2292]:نسب القرطبي في تفسيره هذا القول إلى ابن جرير الطبري.