النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{ٱسۡتِكۡبَارٗا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَكۡرَ ٱلسَّيِّيِٕۚ وَلَا يَحِيقُ ٱلۡمَكۡرُ ٱلسَّيِّئُ إِلَّا بِأَهۡلِهِۦۚ فَهَلۡ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ ٱلۡأَوَّلِينَۚ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ ٱللَّهِ تَبۡدِيلٗاۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ ٱللَّهِ تَحۡوِيلًا} (43)

قوله عز وجل : { اسْتِكْبَاراً فِي الأَرْضِ } فيه وجهان :

أحدهما : استكباراً عن عبادة الله ، قاله يحيى بن سلام .

الثاني : استكباراً بمعاصي الله ، وهذا قول متأخر .

{ وَمَكْرَ السيئ } فيه وجهان :

أحدهما : الشرك بالله ، قاله يحيى .

الثاني : أنه المكر برسول الله صلى الله عليه وسلم ودينه كما قال تعالى :

{ وَإذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ }

[ الأنفال : 30 ] الآية .

{ وَلاَ يَحِيقُ الْمُكْرُ السيئ إلاَّ بِأَهْلِهِ } فيه وجهان :

أحدهما : قاله الكلبي ، يحيق بمعنى يحيط .

الثاني : قاله قطرب ، يحيق بمعنى ينزل ، وأنشد قول الشاعر :

وقد دفعوا المنية فاستقلّت *** ذراعاً بعدما كادت تحيقُ

قال فعاد ذلك عليهم بقتلهم يوم بدر .

{ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ سُنَّةَ الأَوَّلِينَ } يعني سنة الله في الأولين ، وفيها وجهان :

أحدهما : نزول العذاب بهم عند إصرارهم في التكذيب .

الثاني : لا تقبل منهم التوبة عند نزول العذاب .