قوله عز وجل : { وخُذْ بيدك ضِغْثاً فاضرب به ولا تحنثْ } كان أيوب قد حلف في مرضه على زوجته أن يضربها مائة جلدة .
أحدها : ما قاله ابن عباس أن إبليس لقيها في صورة طبيب فدعته لمداواة أيوب ، فقال أداويه على أنه إذا برىء قال أنت شفيتني لا أريد جزاء سواه ، قالت نعم ، فأشارت على أيوب بذلك فحلف ليضربنها .
الثاني : ما حكاه سعيد بن المسيب أنها جاءته بزيادة على ما كانت تأتيه به من الخبز فخاف خيانتها فحلف ليضربنها .
الثالث : ما حكاه يحيى بن سلام أن الشيطان أغواها على أن تحمل أيوب على أن يذبح سخلة ليبرأ بها فحلف ليجلدنها فلما برىء أيوب وعلم الله تعالى بإيمان امرأته أمره رفقاً بها وبراً له يأخذ بيده ضغثاً .
أحدها : أنه أشكال النخل الجامع لشماريخه ، قاله ابن عباس .
الثاني : الأثل ، حكاه مجاهد وقاله مجاهد .
الثالث : السنبل ، حكاه يحيى بن سلام .
الرابع : الثمام اليابس ، قاله سعيد بن المسيب .
الخامس : الشجر الرطب ، قاله الأخفش .
السادس : الحزمة من الحشيش ، قاله قطرب وأنشد قول الكميت :
تحيد شِماساً إذا ما العسيفُ *** بضِغثِ الخلاء إليها أشارا
السابع : أنه ملء الكف من القش أو الحشيش أو الشماريخ ، قاله أبو عبيدة .
{ فاضرب به } فاضرب بعدد ما حلفت عليه وهو أن يجمع مائة من عدد الضغث فيضربها به في دفعة يعلم فيها وصول جميعها إلى بدنها فيقوم ذلك فيها مقام مائة جلدة مفردة .
{ ولا تحنث } يعني في اليمين وفيه قولان :
أحدهما : أن ذلك لأيوب خاصة ، قاله مجاهد .
الثاني : عام في أيوب وغيره من هذه الأمة ، قاله قتادة . والذي نقوله في ذلك مذهباً : إن كان هذا في حد الله تعالى جاز في المعذور بمرض أو زمانة ولم يجز في غيره ، وإن كان في يمين جاز في المعذور وغيره إذا اقترن به ألم المضروب ، فإن تجرد عن ألم ففي بره وجهان :
أحدهما : يبر لوجود العدد المحلوف عليه .
الثاني : لا يبر لعدم المقصود من الألم .
{ إنا وجدناه صابراً } يحتمل وجهين :
{ نِعم العبد } يعني نعم العبد في صبره .
أحدهما : أنه بلوى اختبار ودرجة ثواب من غير ذنب عوقب عليه .
الثاني : أنه بذنب عوقب عليه بهذه البلوى وفيه قولان :
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.