النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَوَهَبۡنَا لَهُۥٓ أَهۡلَهُۥ وَمِثۡلَهُم مَّعَهُمۡ رَحۡمَةٗ مِّنَّا وَذِكۡرَىٰ لِأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ} (43)

قوله عز وجل : { ووهبنا له أهله ومثلهم معهم } وفيما أصابهم ثلاثة أقاويل :

أحدها : أنهم كانوا مرضى فشفاهم الله .

الثاني : أنهم غابوا عنه فردهم الله عليه ، وهذا القولان حكاهما ابن بحر .

الثالث : وهو ما عليه الجمهور أنهم كانوا قد ماتوا .

فعلى هذا في هبتهم له ومثلهم معهم خمسة أقاويل :

أحدها : أن الله تعالى رد عليه أهله وولده ومواشيه بأعيانهم ، لأنه تعالى أماتهم قبل آجالهم ابتلاء ووهب له من أولادهم مثلهم ، قاله الحسن .

الثاني : أن الله سبحانه ردهم عليه بأعيانهم ووهب له مثلهم من غيرهم قاله ابن عباس .

الثالث : أنه رد عليه ثوابهم في الجنة ووهب له مثلهم في الدنيا ، قاله السدي .

الرابع : أنه رد عليه أهله في الجنة ، وأصاب امرأته فجاءته بمثلهم في الدنيا .

الخامس : أنه لم يرد عليه منهم بعد موتهم أحد وكانوا ثلاثة عشر ابناً فوهب الله تعالى له من زوجته التي هي أم من مات مثلهم فولدت ستة وعشرين ابناً ، قاله الضحاك .

{ رحمة منا } أي نعمة منا .

{ وذكرَى لأولي الألباب } أي عبرة لذوي العقول .