النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ عُدۡوَٰنٗا وَظُلۡمٗا فَسَوۡفَ نُصۡلِيهِ نَارٗاۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرًا} (30)

قوله تعالى : { وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَاناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً } فيما توجه إليه هذا الوعيد بقوله تعالى : { وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ } ثلاثة أقاويل :

أحدها : أنه أكل المال بالباطل ، وقتل النفس بغير حق .

والثاني : أنه متوجه إلى كل ما نهى عنه من أول سورة النساء{[627]} .

والثالث : أنه متوجه إلى قوله تعالى :

{ لاَ َيحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاءَ كَرْهاً }

[ النساء : 19 ] .

وفي قوله تعالى : { عُدْوَاناً وَظُلْماً } فيه قولان :

أحدهما : يعني تعدياً واستحلالاً .

والثاني : أنهما لفظتان متقاربتا المعنى فحسن الجمع بينهما مع اختلاف اللفظ تأكيداً .


[627]:- قال الطبري: وذلك لأن كل ما نهى عنه من أول السورة قرن به وعيد إلا من قوله "لا يحل لكم" فإنه لا وعيد بعده قوله "ومن يفعل ذلك عدوانا".