محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ عُدۡوَٰنٗا وَظُلۡمٗا فَسَوۡفَ نُصۡلِيهِ نَارٗاۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرًا} (30)

وفي ( الصحيحين ) {[1659]} من حديث جندب بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح . فجزع فأخذ سكينا فحز بها يده . فما رقأ الدم حتى مات . قال الله عز وجل : بادرني عبدي بنفسه ، حرمت عليه الجنة " . ولهذا قال تعالى :

/ ( ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسير30 ) .

( ومن يفعل ذلك ) أي القتل ( عدوانا وظلما ) أي متعديا فيه ، ظالما في تعاطيه ، أي عالما بتحريمه متجاسرا على انتهاكه ( فسوف نصليه ) أي ندخله ( نارا ) أي هائلة شديدة العذاب ( وكان ذلك ) أي اصلاؤه النار ( على الله يسيرا ) هينا عليه ، لا عسر فيه ولا صارف عنه . لأنه تعالى لا يعجزه شيء .

قال النسفي : وهذا الوعيد في حق المستحل للتخليد . وفي حق غيره ، لبيان استحقاقه دخول النار مع وعد الله بمغفرته . انتهى .


[1659]:أخرجه البخار في: 60 –كتاب الأنبياء، 50 –باب ما ذكر عن بني اسرائيل، حديث 720. وأخرجه مسلم في: 1-كتاب الايمان، حديث 180 (طبعتنا).